سهام تنام، تستقيقظ، ترضع، تغير لفتها، في إطار تلك المحاور الأربعة كانت تنحصر اهتماماتي فرحتي بها كانت تفوق الوصف والحلم والخيال॥ عيناها كانت حين تناديني تخطف قلبي خطفاً تسرق كل حياتي أراها تتحرك॥ تناجي الفراشات، تبتسم للملائكة، تغيب داخل أحلامها الصغيرة وناموسيتها الروز المحبوكة على سريرها الخشبي الرائع॥ ما أجمل أن تشعل أن حياتك موهوبة لشخص آخر.. شخص تشعر معه أنك تجتاز حواجز وسدود وبنايات مثل الطائر بجناحين وزغب أخضر ترجع طفلاً يشتاق المهد وصدر الأم ويشتاق للعبه يكسرها بين يديه ويضحك حين يرى الشرر المتطاير في عين الب فيهرب ويمثل أنه يبكي بين أحضان الأم تلك الحالة كانت تنتاب الإحساس المرهف بسماع الصوت المتشاقي الضاحك والباكي في ذات الوقت.. أهملت الشقة فتراكم كل تراب الريح فوق مقاعدها لم يبقى لي سوى غرفة واحدة كل حياتي فيها.. المولودة واللبن المتدفق وملابسها وبانيو أصفر يحضنها كل مساء وعلبة بودرة وزجاجة زيت أطفال لحمايتها وباب للحجرة أخرج منه لأخبر كل العالم أن البيت قد أصبح فيه طفلة فيغزو اللون الأخضر كل مباهج روحي المصغرة بلون اليأس الذابل حين يهل خريف لا يعلم شيئاً حين يهب علي جسد الأنثى.. تتناثر قهراً ويغزو الشيب الأبيض هذا الرأس الحالك بالظلمة وتذوب خلايا الورد وتسقط في حفرة ينهال عليها الحلم الخائب يتعانق معها في صمت ويرحل..اغتالت الأيام مشاعر الأنثى في داخلي فانجرت وإنسال دمها وسألت الأحزان المختبئة في القلب ماذا لو جاءت في الوقت الضائع طفلة..؟؟..الطفلة كانت حين تبكي تسرقني من روحي إليها.. وحين تناغي أشعر أن خواتيم سلاطين الملك بيدي.. وتهدأ روحي فأحملها كي أروي عطشي.. ظللت أنهل من نهر الأمومة بلا ارتواء وكلما مر يوم ازدادت الطفلة جمالاً وبهاءاً.. تكبر في قلبي الأحلام وتصبح شجرة ورافة الظل تلقي بثمار الفرحة يأكل كل الجوع واكتملت في عقلي.... مرة أخرى دائرة الأنثى ولتعبر داخلها الأبد الثورة..