أم سعود

امرأة في عقدها الرابع تلبس ملساً أسود يتدلى من أذنيها قرطاً في دائرة قطرها 10سم كجرس الإنذار كان يلمع حين تتحدث تبرق عيناها وتشع بريقاً أسود ملتهب الجمرات كانت تأتي بضع مرات في العام حين يهل العيد.. وحين يهل الربيع وفي موسم الصيادين للزواج والحجج.. ذات مره سمعتها أمي تنادي في الشارع.. ندق وونطاهر.. طارت فرحاً.. جاءت أم سعود وكنت أحسبها لن تعود هيا ناديها يا زيزي.. تدخل أم سعود مسكنها العامر بالفاكهة والكحل والبهارات وعلبة فتحتها تحوي موس حلاقة وكيس من القطن وشاش أبيض.. فوق يديها عروسة موشومة باللون الأخضر.. تخرج من كيستها.. التي وضعتها في حرص بين ثوبها تحل العقد تخرج قطعة حلوى تمنحني إياها فتذوب تحت لساني تخرج أمي تاركة أم سعود تمارس كل طقوس السحر والشعوذة لتغريني كي أتقدم وتقوم بعمل وحشي.. إباحي أستغيث.. اتركيني أيتها القاتلة الحمقى.. جزء من جسدي ينزف.. أمي تتحاشى صوتي لا تسمعني المرأة تغتال كياني والبراءة المرسومة فوق شفتي أصرخ حتى في الغيبوبة.. استيقظ تعطيني أم سعود ورقة فيها قطعة من لحم ينبض.. لازالت قطرات من دمه ينزف.. تضع السكر تغمر فيه اللحم الحي.. وتلف الورقة وتدعوا لي كي أسعد في حياتي المقبلة مع زوج أسمر..تخرج أم سعود أسترجع ذاكرتي المفقودة.. ألبس أشيائي المتناثرة من فعلتها السوداء.. اتألم.. ينحشر بين صراخي أن يتحدث بلسان الغضب الهادر من أجل قيود وستائر.. حجبتني بأغلال الأنثى المكسورة.. أتحسس ذاتي.. عيني وساقي وأذني.. آآآه.. فعلتها أم سعود.. لقد سرقت حلقي الذهب.. تفحصتني أمي.. وحين وجدت أذني بلا حلق حزنت أكثر من حزنها على الجزء الملقى بين يديها.. وتكفنه الورقة..
 
أنشأ هذا الموقع ويدير تحريره الكاتب الأديب مجدى شلبى