بعد الشهر الأول من ميلاد زواج الخريف بزواج الربيع الزاهي والشوق الهادر والقبلات الساخنة لوداد.. أفاق محمد بعد نوبة حب وتذكر زوجته الأولى "أم علي" هم ليأخذ حماماً بارد ليفوق تلبسه "وداد" الجلباب الأبيض تسأله بلا غيره هل تذهب إليها الليلة قال في أمر لا تسألي عن شيء لا يخصك فأنا طبعي لابد أن تعرفيه كاسمك تماماً.. قالت في لهجة خائفة.. أمرك يا سيدي الباشا.. أمرك يا سيدي البيه.. لن أسألك لماذا..؟!! أو كيف أو ليه..؟!!نظر إليها في غضب.. لهجتك اختصريها وفعل الحارات معي لا تحاوليه.. صمتت وداد وودعته حتى باب الدار وقبل أن يغادر دارها قبلت يديه.."أم علي" فوق سريرها تنام لم تعد تسهر ولم تعد تؤرقها الأشواق.. بكت كثيراً ورفعت كفيها تدعو الله أن يجعلها تنسى.. وها هي تنسى وتصلي وتعيش في صمت من أجل الأبناء.. الليل يداهمها كالعادة تشعل قنديل الزيت وتتذكر "تفيدة" ابنتها الصغرى التي تزورها كل يوم بعد أن رحل محمد الزوج والأب.. تزوجت تفيدة لكنها لازالت تعشق الأم وتأتيها كل مساء..نزعت شالها وارتدت جلباباً في لون الحلم الأخضر.. نظرت في المرآة الموضوعة في غرفتها.. نظرت للمرود رغبة عارمة تأمرها أن تتكحل لكنها خاصمت الكحل منذ أن غاب حبيبها محمد.. ترى هل سيعود.. في تلك الأثناء.. دفع محمد باب غرفتها لكن الباب من الداخل مغلق دق الباب بأصابع ترتعش بالشوق وبالعشرة.. لم تفتح ظل يدق.. قالت من خلف دموع ساخنة من خان حبيبه فعليه من داره أن يرحل.. قال محمد من خلف الباب.. لا تدعيني إني أحبك.. فالعشق يزلزل أوصالي ما اعتدت أن تعصي عليه أبداً..قالت: في قوة فرعون.. لكني من اليوم سأعصي وأثور وأمزق أثواب العشق.. لقد باتت باليه لا تصلح ظل يدق الباب.. بلا جدوى.. فانسحب وحيداً يبكي في ثورة.. قد ضاع الحب وتمردت "أم علي" بعد أن غاب محمد في أحضان امرأة أخرى..